إسرائيل تحاصرنا من الشرق
د.نسيب حطيط
كان العدو الإسرائيلي يقاتلنا من بوابة الجنوب أو الداخل عبر العملاء والكوماندوس حتى وصل لقتالنا وراء ظهورنا من الشرق بالغارات ودعم المسلحين في سوريا.
يستمر بعض اللبنانيين بإتهام المقاومة بالقتال في سوريا، وأنها غيرت وجهة السلاح وإستدرجت إلى ساحات أخرى، لكن تصحيحا لتصريحاتهم التي لا نحسن الظن بها، فإن وجهة السلاح لاترتبط بالجغرافيا والشمال المغناطيسي بل بوجود العدو الإسرائيلي وعملائه ووجهة المقاومين بإتجاه الجنوب وفلسطين ،لكن إذا أنزل العدو قواته خلف خطوطنا فلن نتجمد ونعرض ظهورنا للطعن كما جرى العام 1982 وعام 2006.
توعدنا ثوار سوريا الديمقراطيوا ن ...الذين يأكلون القلوب والأكباد ويقطعون الرؤوس والمتحالفين مع اميركا والملوك والأمراء ، بأنهم سيزحفون إلينا بعد إنتصارهم على النظام و لم يتوعدوا إسرائيل ،ونفذوا تهديداتهم فخطفوا الزوار اللبنانيين وإستقبلوا مراسلي الإعلام الإسرائيلي والضباط الإسرائيليين والفرنسيين والبريطانيين والأتراك، و نبشوا قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ويقال أنهم نقلوه إلى تركيا ...توعدوا بهدم المقامات بل وبدأوا بتسليح بعض العمال والنازحين السوريين في لبنان لإستخدامهم في لحظة الفتنة المذهبية، حاصروا اللبنانيين المقيمين في سوريا في ريف القصير وحمص وإستخدموا السلاح الكيماوي في خان العسل التي يسكنها الشيعة و وأعلنوا بأنهم سيقطعون علاقاتهم مع المقاومة وإيران وسوريا بعد إنتصارهم،و طالبوا عبر التلفزيون الإسرائيلي الدعم والحماية من إسرائبل لإسترجاع حقوق السنة في لبنان وسوريا .!
عبروا حدود الجولان للعلاج بدل أن يقاتلوا العدو ،وتعاونوا مع رجال الأعمال الإسرائيليين لتسليح المعارضة السورية وفي مقدمتهم الإسرائيلي( موتي كاهانا) وشارك ضباط الجيش الحر مع تسيبي ليفني(الوزيرة الإسرائيلية ) في مؤتمر معهد واشنطن وفرحت المعارضة السورية بالغارة الإسرائيلية على دمشق، وشكر شيخهم القرضاوي أميركا على دعمها وإستجابتها لندائه بأن تعمل لله!!وتسمح لإسرائيل بالقصف وبطلب المزيد ،وتلاقيهم حماس في منتصف الطريق وهي التي أعلنت أنها الذراع الجهادية للأخوان المسلمين، فيعلن خالد مشعل في ذكرى النكبة وإحتلال فلسطين "بأن حماس مستعدة من حيث المبدأ لإجراء مفاوضات مع اسرائيل مع علمها بعدم جدوى المفاوضات" كما قالت صحيفة المصري اليوم وفي الوقت الذي إجتاحت المستوطنون باحات المسجد الأقصى طالب إسماعيل هنية سوريا برفع يدها عن المخيمات الفلسطينية(على أراضيها)ونسي أن يطالب إسرائيل برفع يدها عن المسجد الأقصى أو يتحرك لنصرة الأقصى والفلسطينيين الذين يقاومون!
المقاومة تقاتل حيث يتواجد العدو الإسرائيلي وعملائه وتقتل من يدعمه بعيدا عن المذهبية والطائفية والجنسية ،فكما قاتلت جيش لبنان الحر وجيش لبنان الجنوبي بقيادة إنطوان لحد وإغتالت العملاء على إختلاف مذاهبهم ودعمت حركات المقاومة على إختلاف مذاهبها ،وعندما تدعم المقاومة في غزة وتنقل السلاح فهي تقاتل في غزة ،وعندما تساعد المقاومة العراقية بخبراتها فهي تقاتل في العراق، وعندما ترسل طائرة أيوب فهي تقاتل في كل فلسطين، وعندما ترى من المصلحة أن تقاتل خارج الحدود فهي تقاتل وخاصة في سوريا... فالعدو الإسرائيلي إغتال قائدها العسكري الشهيد عماد مغنية هناك بمساعدة عملائه متعددي الجنسيات قبل الثورة السورية المزعومة ،وتم الإعتداء على قوافل الإمداد للمقاومة وتهديد الحدود الشرقية وقصف قرى الهرمل ،وبعد الصبر لأكثر من سنة ونصف وبعد تفاقم الخطر الإسرائيلي بغطاء التكفيريين وبعد إنحياز حماس لمحور المساومة القطري-التركي وفتح ساحة المخيمات للتمدد السلفي التكفيري ،كان على المقاومة ان تبادر ببعض الخطوات الوقائية لحفظ خطوطها الخلفية من التوغل الإسرائيلي والمخابرات العربية والتركية والأوروبية،ولن تنتظر وصولهم الى لبنان ليبدأوا التخريب واللقتل كما في العراق .
المقاومة لا تقاتل المعارضة الوطنية السورية ولا تقف ضد الإصلاح بل تقتل الخونة والمضللين والعملاء ...والشعار مقاومة بلا حدود حتى إسترجاع فلسطين وكل أرض عربية محتلة.